أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

حرب اليمن فرصة لتعميق العلاقات الخليجية الأمريكية

يمنات

أعطي المسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إشارات كثيرة و واضحة نحو رغبتهم بالتقارب بشكل أكبر مع دول الخليج، وخاصة السعودية، لمواجهة ما يسمونه “الخطر الإيراني”، من بوابة اليمن، ملوحين بأن مواجهة إيران تمر عبر جار المملكة الجنوبي. غير أن تعميق العلاقات يريده ترامب على طريقته، أي وفق القاعدة التي أعلنها صراحة في أكثر من مناسبة، وهي “الأموال مقابل الحماية”.

قبل أيام فقط، شبّه وزير الدفاع الأمريكي، الجنرال جيمس ماتيس، دولة الإمارات بـ”أسبرطة”، محاولاً رسم حدود الدور المنوط أمريكياً بالإمارت، منعاً لأي تداخل أو تصادم بين مشروعي الحليفين الغنيَّين، الإمارات والسعودية، من باب تنظيم الحرب في البلد الفقير.

على الأثر، أصدر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، من الرياض، قرارات أطاح بموجبها برجُلَي الإمارات في اليمن، محافظ عدن، اللواء عيدروس الزبيدي، والوزير هاني بن بريك.

و حين استقبل ماتيس وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في وزارة الدفاع في واشنطن، الشهر الماضي، بادره بالمزاح عن تلك المرة “التي حاول الإيرانيون قتلك فيها”.

كانت لإشارة ماتيس إلى محاولة أُحبطت في عام 2011 ونفتها إيران، دلالة تنبئ بالكثير عن مدى التوافق في وجهات النظر بين إدارة الرئيس دونالد ترامب ودول الخليج بشأن ما يرون أنه التهديد الإيراني، وهو تحوّل يمهد الطريق على ما يبدو لمزيد من المشاركة الأمريكية في اليمن على وجه الخصوص.

من الواضح أن الولايات المتحدة، بقيادة ترامب، تتفق مع دول الخليج على نحو متزايد في النظر إلى الصراع باعتباره تدخلا إيرانياً، وإن كانت واشنطن تعطي أولوية لمعركة موازية ضد تنظيم “القاعدة”، إلا أنها كما يقول مسؤولون عملت مؤخّراً على توسعة نطاق معلومات المخابرات التي تقدمها واشنطن لحلفائها الخليجيين.

و ذهب ماتيس قبل أيام لمقارنة دعم طهران لـ”أنصار الله” بدعمها لـ”حزب الله”، وهو موقف تتبناه السعودية ودول الخليج، التي ترى صلات بين الجماعتين، حيث قال ماتيس للصحافيين في الرياض “أينما تنظر إذا كانت هناك اضطرابات بالمنطقة تجد إيران”.

و في تصريحات أمريكية إضافية تصبّ في الاتجاه ذاته، قال قائد القوات البحرية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية، الأميرال كيفن دونجان، إنه “لم يكن لهذه الأسلحة وجود قبل الحرب”. مؤكّداً أنه “لم يكن هناك قارب ملغوم في قائمة الجرد اليمنية”.

و أضاف دونجان أن “الصواريخ الباليستية التي أطلقت على السعودية مداها هو عدة أضعاف مدى الصواريخ التي كان يملكها اليمنيون قبل تفجر الصراع”. معتبراً أنه “حين تكون هناك جماعة تملك أسلحة دولة قومية يمكنها الوصول إلى المنطقة الملاحية فإن هذا يثير اهتمامي”.

و فيما يعدّ “التحالف” الذي تقوده السعودية في اليمن لهجوم محتمل على ميناء الحديدة الذي يدخل منه نحو 80% من واردات الغذاء لليمن، متهماً “أنصار الله” باستخدامه لتهريب الأسلحة والذخيرة، لم يستبعد مسؤولو الإدارة الأمريكية أن تقدّم الولايات المتحدة مساعدة إذا مضى “التحالف” في تلك الخطوة، من دون لأن يعني ذلك مشاركة أمريكية مباشرة بضرب أهداف لـ”أنصار الله” وحلفائها.

كل الإشارات تدل على جهوزية أمريكية لمساندة الحليف السعودي في اليمن، لكن ترامب أعاد العمل بقاعدته الشهيرة التي أطلقها إبّان حملته الإنتخابية قبل نحو عام.

قال ترامب، لـ”رويترز” اليوم، إن واشنطن تخسر “كماً هائلاً من المال للدفاع عن المملكة”، معتبراً أن السعودية “لا تتحمل نصيباً عادلاً من تكلفة مظلة الحماية الأمنية الأمريكية”، ما يضع كل خطط التقارب الأمريكية – السعودية أولاً، والخليجية تالياً، خاضعة لمبدأ “المال مقابل الحماية”.

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى